الخميس، 5 مارس 2015

«البسايسة» قرية بلا عاطلين تولد الكهرباء من الطاقة الشمسية و«البيوجاز» من المخلفات العضوية



وائل عبدالبارى شاهين- محمد الطحاوى-أحمد سعد

عزبة صغيرة تابعة لقرية فى مدينة لا يتجاوز عدد منازلها الأربعون منزلًا، لكن سكانها فكرهم كبير ولا يضيعون وقتهم فى اللعب والمرح، وكل ما يشغل بالهم هو العمل و الإنتاج ومساعدة المحتاجين بأقل التكاليف، ولا يوجد بينهم شاب أو فتاة فى قريتهم عاطل، فقط الكل يعمل فى دولة اليابان، ولكنها على أرض جمهورية مصر العربية.
قمنا بجولة داخل يابان محافظة الشرقية "البسايسة"، ورصدت مجهودات العزبة فى تقديم الكثير من الإنجازات و المجهودات التى أشاد بها جميع سكان المحافظة والمحافظات الأخرى، العزبة حاربت مشكلة انقطاع الكهرباء واستخدمت الطاقة الشمسية فى توليدها، بالإضافة إلى حلها لمشكلة إرتفاع أسعار فاتورة الكهرباء و ابتكرت سخانًا يعمل بالطاقة الشمسية لتسخين المياه، وقضت على أزمة الأنابيب وحولت المخلفات العضوية وروث الحيوانات إلى غاز البيوجاز.
كما إبتكرت العزبة إناءًا لطهى الطعام يعمل بالطاقة الشمسية لمحاربة أزمة أنابيب البوتاجاز أيضًا، وحلت مشكلة البطالة ولا يوجد بها عاطلين وإستعانت بشبان من الخارج للعمل بداخلها، ووفرت لهم فرص عمل عن طريق "الجمعية التعاونية الإنتاجية" فى مركز "التكنولوجيا الريفية المتكاملة للتدريب والإنتاج بالبسايسة".
أمير أحمد إبراهيم، أحد أبناء العزبة ومن العاملين بالجمعية التعاونية الإنتاجية بداخلها، والذى قام بالجولة مع "صدى البلد" لشرح إنجازات العزبة وما قامت به لمحاربة كافة معوقات ومشاكل المجتمع، قال ان البسايسة تابعة لقرية الطيبة مركز الزقازيق، وأوضح أنها اعتمدت على الجهود الذاتية منذ عام 1971 وقبل أن تصل الكهرباء إليهما قاما بتوليدها من الطاقة الشمسية.
وأضاف أمير أن صاحب الفكرة والإختراع هو الدكتور صلاح عرفة أستاذ الفيزياء بالجامعة الأمريكية فى القاهرة وإبن من أبناء العزبة، والذى إبتكرها وقتها لمساعدة أهالى عزبته وأبناءهم فى العملية التعليمية حيث كان وقتها عزبتهم بدون كهرباء، موضحًا أن خطواتها هى عبارة عن خلية مكونة من إلكترون سالب، وأيون موجب ويمتصان الطاقة الشمسية وتحويلهما إلى طاقة كهربائية، يتم تخزينها فى بطاريات حتى يتمكنوا من استخدام الكهرباء ليلًا فى عدم وجود أشعة الشمس.
وأوضح أمير، انه نظرًا لما مرت به الدولة فى الفترة الأخيرة من مشكلة إنقطاع التيار الكهربائى، قاموا بتوصيل الفكرة لقرى مجاورة لهم، وفى جنوب سيناء، وأشار بأن هناك وحدتان تمتلكهم الجمعية فوق سطحها، أحدهم تنتج 1000 وات تم توصيل عليها 4 مشتركين، والأخرى تنتج 1500 وات تم توصيل عليها 8 مشتركين، مشيرًا بان المشترك الواحد يعمل بداخل منزله لمبتان وفيشة واحداة مقابل إشتراك شهرى 15 جنيهًا يسدد بإيصال من الجمعية شهريًا، مؤكدًا بأن الوحدة يوجد بها مفتاح اتوماتيك يقوم بالفصل عن المشترك فى حالة استخدامه أكثر مما حدد له.
وطالب أمير، من الحكومة أن تدعم إستيراد الخلايا الشمسية لهم، أو تدعيم الخام والحصول عليها من وزارة الكهرباء والطاقة حتى يتمكنوا من حل مشكلة الكهرباء بشكل عام وتخفيف العبء على الدولة، وأوضح بأن الجمعية يسمح لها بتركيب الخلايا الشمسية فى أى مكان بالجمهورية،وتابع قائلًأ " لكن إذا تم تدعيمها من الدولة سيصبح متاح للجميع"، مؤكدًا بأن خلايا الطاقة الشمسية عليها إقبالًا من الأهالى ولكن يشكون من ارتفاع الأسعار.
وتابع أمير، أنهم تمكنوا أيضًا من إستخدام الطاقة الشمسية فى تسخين المياه لتحل بديلًا للسخان الكهربائي وحل مشكلة إرتفاع فواتير الكهرباء، أو السخان الغاز ليحل محل الأنبوبة، وأوضح بأنه يطلق عليه الخزان الشمسى، ومكون من خزان سعته 150 مترا مكعبا وخلايا شمسية تحتوى بداخلها على مواسير نحاس ويتم إمتصاص الشمس من خلال الخلايا وتجميع المياه الساخنة داخل الخزان ، و إستخدام المياه الساخنة فى المنازل، ويمكن استخدامه كخزان فى نفس الوقت، مشيرًا بأنهم ركبوا أكثر من 150 خزانا داخل وخارج المحافظة.
وقال أمير أنهم تمكنوا من القضاء على أزمة أنابيب البوتاجاز فى عزبتهم بإستخدام جهاز يسمى بـ"البايوجاز" لإنتاج غاز الميثان والسيماد العضوى، من المخلفات العضوية وروث الحيوانات والطيور، عن طريق دخولهم من فتحة دخول وتخزينها فى خزان كبير وغلقة حتى تتحل بالبكتريا الاهوائية من الداخل حتى يرتفع الغطاء لوجود الغاز، ويتم إخراجه عن طريق فتح محبس مزود بخرطوم لإخراج الغاز، ويخرج من فتحة خروج سماد عضوى خالى من الأمراض لاستخدامه فى الأراضى الزراعية لحل مشكلة الكيماوى.
وأوضح أمير، أنهم تمكنوا من ابتكار غلاية تعمل بالطاقة الشمسية لطهى الطعام، تشبه طبق الدش، وفكرتها مثل فكرة غلاية الشاى، ويتم وضع المأكولات المراد طهيها فى وسط الغلاية ويتم عمل إنعكاس للشمس والتمركز فى منتصف الغلاية، حتى غليان المياه أو طهى الطعام، مؤكدًا بأنه تم تنفيذها فى رأس صدر.
وأضاف أن جمعية تنمية المجتمع بالقرية تتبنى أيضًا مشروع الخبز، عن طريق تعيين فردين، أحدهم يحضر الخبز من المخبز، وسيدة تقوم بتوصيله للأهالة مقابل 5 جنيهات فى الشهر.
وأكد أمير أن العزبة لا يوجد بها شاب واحد أو فتاة عاطل، مضيفًا بأن شباب من خارج عزبتهم يأتون إلي العمل بها، مشيرًا بأن 120 فرد يعمل فى جمعية تنمية المجتمع بالقرية، لافتًا بأن الجمعية بها مشروعات " روضة أطفال على أعلى مستوى من الكفاءة، مشروع الطاقة الشمسية، مشروع الخبز، مشروع تصنيع الملابس وبيعها فى منافذ بيع خاصة بهم، وتصنيع جميع أنواع الحدادة، والأبواب والشبابيك والموبيليا، وطهى الطعام المنزلى وبيعه للسيدات الموظفات، ومشروع القروض، وتجهيز العرائس بالتقسيط، وزراعة أسطح المنازل، وتأهيل الشباب المتسرب من التعليم على حرف لخدمة المجتمع والكسب والعيش" مضيفًا بأن جميع العاملين مثبتون و مأمن عليهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق